top of page
د. أروى عبدالله العمودي

هل يمكن تعليم اللعب لذوي التوحد؟


الإجابة المباشرة نعم، يمكن تعليم ذوي التوحد مهارات اللعب. لكن يجب التوضيح أنّ مهارة اللعب ليست مهارة واحدة بل العديد من المهارات مجتمعة مع بعضها البعض، منها الانتباه والتركيز، المشاركة، انتظار الدور، التواصل، الاستعمال الصحيح للأدوات، الالتزام بقوانين اللعبة، وتقبل الفوز والخسارة. لذلك يلزم التخطيط والإعداد الجيد لكيفية تدريسها بناءً على المستوى الحالي للطفل، فإذا كان الطفل لم يلعب مِن قبل ولا يمتلك مهارات اللعب فلا يصح البدء بتعليمه لعبة ذات قوانين معقدة بل يجب البدء بتعليمه ألعاب ومهارات بسيطة ومِن ثمّ التدرّج إلى ألعاب ومهارات أكثر تعقيدًا.

توجد العديد من الألعاب والأنشطة المُتاحة والمُتوفرة، ما هي الألعاب والأنشطة التي أختارها؟ ومن أين أبدأ؟

اختيار الأنشطة والألعاب المناسبة للفرد مهم وضروري، وكذلك التدريب والإعداد الجيّد لتعليم مهارات اللعب.

تعليم مهارات اللعب:

عند البدء بالتخطيط لتدريب مهارة اللعب يتم البدء من المستوى الحالي ومِن ثمّ التدرج إلى مستويات أعلى بناءً على تقدم الفرد. يتم من خلالها تطوير المهارات التي يحتاجها كالتقليد، الانتباه، المشاركة، إلخ..

لتوضيح فكرة الألعاب سوف تُعرَض بعض الطرق والأمثلة مع إرفاق بعض الروابط وهي على سبيل المثال لا الحصر. ملاحظة مهمة جدًا ليس ضرورياً شراء الألعاب لتعليم مهارة اللعب بل من الممكن صنع العديد من الألعاب في المنزل من مكونات بسيطة متوفرة في المنزل ويمكن البحث عن كيفية صنع ألعاب وأنشطة لتطوير مهارة اللعب.

ـ يُنصَح بمراعاة مراحل تطور اللعب (للمزيد عن مراحل مهارات اللعب) فيمكن البدء بتعليم الألعاب البسيطة التي لا تحتوي على الكثير من التعليمات كالألعاب ذات الفعل و رد الفعل (Cause and effect toys) مثلًا تلك الألعاب التي إذا ضغطْتَ فيها على زرٍّ ما فإنّ اللعبة تُصدر صوتًا أو تُشعّ ضوءًا، أو الألعاب التي تُحرّكُ فيها زِرًا (فتظهر دُمية من داخل صندوق)، أو التي تضع فيها الكرة أو السيارة أعلى مُنحدر (فتنزلق السيارة أو الكرة منه). يقوم المُدرب بإصدار تعليقات صوتية حماسية " واو" " برافوو" عندما تنحدر الكرة مثلًا. على المُدرب أن يتجنّب إعطاء الأوامر تمامًا في البداية لأنّ الهدف هو مساعدة الطفل على التعرّف على الألعاب ولا نُريد من الطفل أنْ يَعتبِر الألعاب عبئًا ثقيلًا يحتاج إلى جهد وعمل.

ـ يتم التدرج في تقديم الألعاب بناءً على تقدم الطفل مثل تمرير الكرة، رمي الكرة في السلة، ويتم استخدام المساعدة والتلقين بناءً على حاجة الطفل (للمزيد عن التلقين والمساعدة). أيضا يجب جعل جو اللعب مفعم بالحماسة والمرح والإشادة وتعزيز ما يفعله الطفل.

ـ بعد أنْ يُتقن الطفل استعمال الألعاب البسيطة يمكن الانتقال إلى الألعاب الجماعية كلعبة الاستغماية (الغميضة)، لعبة البولينج، والألعاب اللوحية (Board Games)، (ألعاب المطابقة) ، (لعبة زينجو)، (لعبة صيد السمك)، (لعبة فرس النهر)، نقل الكرات، بدون حركة، لعبة الكنز، قفز الحبل، إلخ..

تتسم الألعاب السابقة باللعب الجماعي وهذا الهدف الذي نسعى إليه للاندماج مع الإخوة والأقران، هناك العديد من الألعاب اللوحية الجماعية ذات المستويات المختلفة لجميع الأعمار، يتم البدء بالألعاب البسيطة منها ومن ثم التدرج إلى الأكثر تعقيدًا. لتدريب هذا النوع من الألعاب قد يستلزم عمل تحليل مهمة لخطوات اللعب بناءً على كل لعبة، ومعرفة ما إذا كان هناك مهارات قَبْلية يجب تدريسها قبل البدء بتدريب اللعبة (للمزيد عن كيفية عمل تحليل المهمة).


ينصح البدء بالتدريب أولًا مع الأم أو المعلمة قبل أنْ يلعبها الطفل مع الآخرين.

مثال توضيحي لعبة أرض الحلوى (Candy Land Game) ( رابط الفيديو) من الألعاب اللوحية الكلاسيكية البسيطة المُناسِبة لعمر ٣ سنوات فأكثر، يمكن أن يلعبها من لاعبين اثنين إلى ٤ لاعبين. هناك عدة طرق للعب اللعبة وسوف نشرح طريقة منها للتوضيح.

تحتوي اللعبة على لوحة ذات المسار ملتوي الشكل يحتوي المسار على مربعات ملونة (كل مربع عبارة عن خطوة)، يمتدّ المسار من خط البداية إلى خط النهاية، اللاعب الذي يصل أولا يُعتبَر هو الفائز. تحتوي اللعبة أيضا على العديد من البطاقات الملونة المطابقة للمربعات الموجودة في المسار. قبل البدء يقوم كل لاعب باختيار شخصية من الشخصيات الموجودة ووضعها على خط البداية. ثم يبدأ اللاعب الأول بسحب بطاقة من البطاقات ويحرك الشخصية على المسار إلى اللون الموجود في البطاقة التي سحبها. ويقوم اللاعب الثاني بنفس الخطوات وهكذا إلى حين الوصول إلى خط النهاية.

على الرغم من أنّ اللعبة تُعتبَر بسيطة لكن ربما قد نحتاج إلى عمل تحليل مهمة بخطوات اللعبة لكي يتم التدريب بناء على خطوات اللعبة و المستوى الحالي للطفل ( للمزيد عن تحليل المهمة).

أيضا هناك العديد من المهارات القَبْليّة التي يُبدأ بتعليمها قبل تعليم اللعبة، مثل مهارة مطابقة الألوان، مهارة الجلوس على الأرض أو الكرسي للعب اللعبة، ومهارة الطلب، وانتظار الدور.

بعض الألعاب الأخرى قد تحتاج إلى القراءة أو/ و الكتابة كمهارات قبلية للعبة والتي يجب مراجعتها والتأكد من مناسبتها للمستوى الحالي للفرد قبل البدء بتقديمها. لذلك اختيار اللعبة المناسبة + التدريب المناسب من أساسيّات تطوير مهارات اللعب.


ملاحظات عامة عند البدء بالتخطيط لتعليم مهارات اللعب:

الاهتمام بالسلامة، كالانتباه لوجود القطع الصغيرة أو الحادة أو القابلة للكسر إلخ..

يُنصح البدء بتدريب اللعبة أولًا مع الأمّ أو المعلمة قبل أنْ يلعبها الطفل مع الأطفال الآخرين.

يتم تدريب المهارات القَبْليّة كانتظار الدور الجلوس، وغيرها من المهارات القَبْليّة قبل البدء بتدريب اللعبة.

يُفضل البدء مبكرًا لتعليم مهارات اللعب ولكن إذا لم يتم البدء مبكرًا فمن الممكن تعليم هذه المهارات في أي مرحلة عمرية.

يمكن استخدام المعززات في البداية ومن ثم سحبها تدريجيا.

لتطوير مهارات اللعب لا يُنصح أنْ يُستمرّ على نفس اللعبة بعد إتقانها بل يُنتَقلْ إلى ألعاب أكثر تعقيدًا لتتطوّر معها مهارات اللعب.

وأخيرا لا يوجد شخص لا يستطيع اللعب بل يجب اختيار الطريقة التدريب المناسبة التي تساعد على التعلم والاندماج.

المراجع:

Meadows. T. (2014). Let's Play. https://www.iloveaba.com/2012/11/teaching-children-with-autism-to-play.html

bottom of page