الإجابة المباشرة لم يفت الوقت لتعليم وتدريب طفلك. قد يسمع الأهل بعض العبارات التي تُلقي باللوم عليهم وتشعرهم بالتقصير تجاه طفلهم. من هذه العبارات “المفترض بدأت بتدريب طفلك مبكراً" " لن يستفيد من التدريب"، "أنت السبب في عدم تعلمه"، " هذا خطأك"، " التدريب لن يفيد في هذا العمر"، " حتى إذا عملنا معه لن يستفيد لأننا لم نبدأ مبكراً"، " لا يمكننا تدريبه الآن"، " دلالاك الزائد له سبب المشكلة".
لوم الأهل على ما قد حصل في الماضي من تقصير أو زيادة اهتمام بالطفل أو أياً كان ليس عملياً أبداً، لأنه لا يمكن ارجاع الزمن وتغير ما قد حصل، لكن! بدلا من البكاء على الأطلال وإضاعة الوقت والجهد الحاضر يمكننا مساعدة الأهل على البدء بالتدريب مباشرة بدلاً من اللوم والعتاب على ما فات. ابدأي بتدريب طفلك بغض النظر عن عمره سواء كان عمره ١٥ أو ٣٠ سنة ابدأي بالتدريب وحولي مشاعر الندم الى عمل.
هذا ليس تشجيعاً لتأخير التدريب أو اغفال أهمية التدخل المبكر، حيث أن التدخل في مرحلة عمرية مبكره مهم جداً للطفل و يؤثر بصورة كبيرة على حياته لأن السنوات الأولى من حياة الطفل مهمة و أساسية للتعليم ، التدريب في هذا العمر المبكر يؤثر ايجاباً على الطفل و المحيطين حوله، وسوف يساهم في تطوير مهارات التواصل و الادراك و العناية الذاتية و غيرها من المهارات وأيضا تقليل السلوكيات الغير مرغوبة بشكل اسرع بدلاً من تركها الى أن تزيد و تصبح اعنف و أشد مع مرور الزمن ، فعندما يتم تدريب الطفل على طلب ما يريد مبكراً بدل أن يقوم بالبكاء أو سحب يد والدته عدة سنوات لطلب ما يريد ، ذلك سوف يسهم في تحسين جودة الحياة للطفل و أسرته.
للتوضيح هناك حالتين،
الحالة الأولى: طفل تم تشخيصه بالتوحد في عمر الثلاث سنوات، النصيحة للأهل، ابدأ فورا بتدريب الطفل حيث إن البدء في هذه المرحلة ذا فعالية عالية.
الحالة الثانية: طفل تم تشخيصه تشخيصاً خاطئ وبعد عدة سنوات تم تشخيصه بطريقة صحيحة بالتوحد في عمر ١٠ سنوات، وكانت هناك ظروف اسرية ونفسية ومالية للأسرة تعذر معها تقديم التدريب اللازم للطفل الى أن أصبح عمره ١٥ أو يزيد عن ذلك، النصيحة للأهل ابدأ اليوم قبل غد ولا تلم نفسك على ما فات، واستثمر الوقت الحالي في التركيز على تعليم وتدريب طفلك.
نقاط مهمة:
لا تلم نفسك على ما حصل وبدلاً من اللوم والعتاب ابدأ بالعمل والتدريب.
إذا تم تشخيص طفلك في مرحلة مبكرة ابدأ بتدريب طفلك الآن لكيلا تلم نفسك في المستقبل على عدم البدء مبكراً.
لا تحبط من حولك إذا لم تستطع قول كلمات تشجيعية للأهل فالصمت أفضل.
إذا كنت معلم/ اخصائي/ مدرب تجنب لوم الأهل على ما فات وبدلا من ذلك شجعهم على البدء بالعمل والتدريب وقم بمساعدتهم على إيجاد المصادر المتاحة المساعدة لهم ولطفلهم.
وأخيراً، لم يفت الوقت لتعلم والتعليم والتدريب.