شخص ذهب إلى بلدة لا يتحدّث لغتها وشعر بالجوع فذهب إلى مطعم ليأكل، في هذه البلدة لا يتحدثون العربية وهو لا يتحدّث لغتهم، حاول الطلب باللغة العربية ولكن رأى علامات الحيرة في وجه البائع، عرف أنّه لا يستطيع الطلب بهذه الطريقة، فأمسك قائمة الطعام وبدأ ينظر إلى الصور ولفت نظره طبق فأشار إلى الصورة فأشار البائع إلى نفس الصورة للتأكيد فهزّ الشخص رأسه بالموافقة، ثمّ قام بطلب كوب من العصير بنفس الطريقة بالإشارة إلى الصورة في قائمة الطعام. بعد الانتهاء من
الوجبة قام النادل بإحضار الفاتورة، وقام الشخص بقراءة المبلغ ولحسن الحظ كانت الأرقام مفهومة وقام بمطابقة
المطبوع والدفع بناء على المبلغ. نجد أنّ الشخص استطاع الذهاب إلى المطعم وطلب الوجبة بدون التحدث والكلام ولكن
عن طريق التواصل بطريقة مختلفة.
قد يواجه الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد بعض المشاكل المتعلقة بالتواصل سواءً كان الفرد يتكلم بلغة منطوقة أَمْ لا، كعدم القدرة على التعبير عن الاحتياجات، قد لا يتمكّن من طلب ما يريد مثل: طلب المساعدة أو إيقاف شيء لا يرغب به، أو قد يواجه صعوبة في الإجابة على أسئلة تتعلّق بالعواطف أو بالمفاهيم المجردة مثال: "كيف تشعر؟" قد يواجه صعوبة في فهم التعليمات البسيطة و / أو المعقدة، قد لا يستطيع الإخبار بمعلومات وأحداث سابقة حصلت في الماضي وغيرها من المواقف اليومية، مما يؤدي إلى صعوبة التواصل اليومي وقد يؤدي ذلك إلى ظهور بعض المشاكل السلوكية كالبكاء والصراخ وإيذاء النفس للتعبير عن الاحتياجات والتواصل. (للمزيد) يهدف تدريب التواصل إلى تدريب الفرد أنْ يتواصل بطريقة مقبولة تساعده على الحصول على احتياجاته والتواصل والتفاعل مع الآخرين.
أوجه التواصل المختلفة:
التحدث بلغة منطوقة (الكلام): يقوم الشخص بإصدار أصوات / كلمات / جمل صوتية للتعبير عن احتياجاته، وللحوار مع الآخرين والتواصل معهم. مثال: يقول " أريد عصير" لطلب الحصول على عصير.
لغة الإشارة: يقوم الشخص باستخدام لغة الإشارة للدلالة على كلمات أو جمل للتواصل مع الآخرين، قد يعتقد البعض أنّ الطفل عندما يسحب يد أمّه أو يحضر كوبًا فارغًا أنّ ذلك لغة إشارة، كلّا هذه ليست لغة إشارة، بل يكون التعبير عن كلمة عصير بحركات اليد المُستَخدمَة في لغة الإشارة.
الصور المطبوعة: من الممكن أن تكون الصور مطبوعة فيختار الفرد ما يريد ويأخذ صورة عصير ويُعطيها لأمّه إذا أراد الحصول على عصير.
الصور عن طريق أجهزة التواصل: يقوم الشخص بالضغط على صورة الشيء الذي يريده مثلًا: يضغط على صورة العصير للحصول عليه. مثال للبرنامج التواصل على الآي باد proloquo2go
الكتابة: يقوم الشخص بالكتابة باستخدام ورقة وقلم (يكتب عصير مثلًا) أو يقوم بطباعة كلمة عصير باستخدام لوحة المفاتيح.
بغض النظر عن الطريقة المُستعمَلة في التواصل من المهم أنْ تكون الطريقة مقبولة تساعد الفرد على التواصل والتعبير عن احتياجاته في بيئات مختلفة (البيت، المدرسة، خارج المنزل، إلخ..) ومع العديد من الأشخاص (الأهل، المعلمين، خارج المنزل).
قبل البدء باختيار الطريقة التي سوف يتم تدريب الفرد عليها، يتم أولًا إجراء الفحوصات الطبيّة للتأكّد من سلامة جهاز النطق والسمع. بعد ذلك يتم مراجعة بعض المعايير التي تُحدِّد ما هي الطريقة الأنسب (كلام، لغة إشارة، صور، إلخ..).
بعض المعايير التي تساعد في تحديد نوع طريقة التواصل:
مستوى الأداء الحالي للطفل
- هل الطفل لديه القدرة على إصدار أصوات / كلمات؟
- هل يستطيع الطفل التقليد؟
- هل يستطيع الطفل المطابقة؟
تاريخ الطفل التعليمي.
- ما الذي يُفضِّله الطفل والأهل؟
- ما هي الطريقة التي سوف تساعد الطفل في الحصول على المعزز في البيئة الطبيعية؟
- هل سيتم استخدام هذه الطريقة باستمرار مع المعلمين، الأهل؟
ويمكن إضافة العديد من المعايير بناءً على ظروف الفرد والمحيطين به.
بعض المفاهيم الشائعة المغلوطة التي تحتاج إلى بعض التوضيح:
- " الشخص الذي لا يتكلم لا يستطيع التواصل " هذا المفهوم غير صحيح، لأنّ التواصل أشمل وأعمّ من الكلام حيث أنّ التواصل يعني أنّ الفرد يقوم بالتعبير عن احتياجاته إمّا باستخدام لغة منطوقة (الكلام) أو غيرها مثل: لغة الإشارة، الصور، إلخ..
- " تحديد طريقة التواصل بناءً على تصنيف الإعاقة مثلًا: إذا كان التشخيص توحد يتم فورًا اختيار التواصل عن طريق الصور" غير صحيح يتم اختيار طريقة التواصل بناءً على حالة الفرد وليس على نوع الإعاقة.
- " إذا لم يُدرَّب الطفل مبكرًا فهذا يعني أنّه لا يمكن تدريبه " غير صحيح، مِن الأفضل البدء مبكرًا قدر الإمكان لكن إذا لم يتم تقديم التدريب مبكرًا فإنّ الوقت لم يفت للتدريب والتعلّم.
- " البدء بالتدريب طريق الصور أو الإشارة قبل التدريب على الكلام " غير صحيح، يتم البدء بتعليم الفرد الكلام أولًا وإذا تعذّر ذلك يتم الانتقال إلى وسيلة أخرى لكن يجب البدء بالتدريب على النطق والكلام أولًا حيث أنّ التواصل عن طريق التحدّث والكلام هي الطريقة التي يتم استخدامها من قِبَل أغلب الأشخاص.
- " الاكتفاء بتعلّم الطلب " غير صحيح أنْ يُكتَفَى بتعلّم الطلب، بعد الطلب ننتقل إلى مراحل أعلى. (للمزيد)
- " الاكتفاء بالإيماء كنوع من أنواع الطلب كأن يمسك الفرد يد أمّه ويذهب بها إلى الثلاجة للحصول على عصير " غير صحيح أن يُكتفى بالإيماء بل يجب أنْ يتم التدريب على طريقة أخرى حيث أنّ هذه الطريقة – الإيماء- تعتمد على تخمين ما يريد الطفل وليس الطلب الواضح لما يريد، أيضا لا يستطيع التواصل مع أشخاص آخرين بهذه الطريقة.
- " الفرد الذي لا يستطيع الكلام فهذا يعني أنّ قدراته منخفضة " هذا الاعتقاد غير صحيح.