top of page
د. أروى عبدالله العمودي

كيفية وضع أهداف قابلة للتحقيق؟

أريد أن أتعلم وأطور من ذاتي، أرغب بأن أصبح شخصاً أفضل، أريد أن أصبح غنياً، أرغب بأن أصبح شخصاً اجتماعياً، أرغب بالاهتمام بصحتي ولياقتي.

تبدو هذه العبارات رائعة ومحفزة وتصب في مصلحة الشخص الذي يفكر بها، لكن ما الذي يمكن فعله لتحويل هذه العبارات من مجرد أماني وأحلام إلى واقع وحقيقة؟

على الرغم من إيجابية هذه العبارات لكنها غير واضحة وغير دقيقة، وبالتالي ليس معروفًا ما الذي سيتم عمله بالضبط وكيف سيتم قياس مدى الإنجاز. لنأخذ عبارة من هذه العبارات لتوضيحها (أريد أن أتعلم و أطور من ذاتي)

يقوم الشخص بتحويل ما يريد الوصول إليه إلى أهداف واضحة واقعية بناء على المستوى الحالي وظروفه. فمثلا إذا كان أحمد يرى أنه يرغب بالتعلم وتطوير ذاته من خلال تعلم اللغة الإنجليزية، وزيادة الحصيلة المعرفية فيتم استهداف هذه الجوانب والتي -بالطبع- تختلف من شخص لآخر.

ولا يصح أن يصاغ هدف غير واقعي مثل: "أن أقرأ كتاباً كل يوم" لأنه من الصعب جدا تحقيق هذا الهدف إذا كان للشخص مسؤوليات أخرى، أو "أن أحضر دورة كل أسبوع" أيضاً هذا الهدف غير واقعي.


لكي يُصاغ الهدف بطريقة صحيحة يجب أن تتحقق فيه الصفات التالية:

الوضوح: وذلك يكون بتوضيح ما السلوك الذي سوف يقوم الفرد بعمله بالضبط.

القابلية للقياس: ويتم من خلال اختيار المعيار المناسب لقياس مدى عمل السلوك.

الواقعية: ويكون من خلال مناسبته للمستوى الحالي والظروف الحالية للشخص.

الظروف: وفيها يتم تحديد الظروف الزمانية والمكانية لعمل السلوك.


أمثلة لبعض الأهداف التي يمكن صياغتها بطريقة قابلة للتحقيق:

1- أن أقرأ ثلاث صفحات يومياً في الصباح قبل الذهاب إلى الدوام.

2- أن أستمع إلى مقاطع صوتية باللغة الإنجليزية لمدة ساعة خلال مشوار الذهاب إلى الدوام.

3- أن أحضر دورة تدريبية واحدة كل شهرين خلال إجازة نهاية الأسبوع.

4- أن أكتب صفحة واحدة أسبوعياً (في نهاية الأسبوع) لتلخيص ما تعلمته خلال الأسبوع.


قد يتبادر للذهن أن هذه مجرد أهداف صغيرة، لكن العبرة ليست في القليل بل في الاستمرار، فقليل دائم خير من كثير منقطع، فعند قراءة ثلاث صفحات يوميا هذا يعني ٩٠ صفحة شهرياً وبالتالي عدد لا بأس به من الكتب في نهاية العام، وهذا ينطبق على تطوير اللغة، فساعة واحدة قد لا تؤثر بشكل كبير على تطوير المستوى، لكن الاستمرارية تؤدي بلا شك إلى تطور هائل. والأمر ينطبق على جميع الأهداف. أيضاً يتم تغيير الأهداف بشكل دوري بناء على مستوى التحقيق لرفع مستوى الأداء.


نجد هنا أن كتابة الأهداف بهذا الوضوح يساعد كثيراً في توضيح ما الذي يمكن عمله ويصبح الهدف قابلاً للتحقيق بدلاً من أن يظل مجرد عبارة محفزة أو حلماً ينتظر تحقيقه في يوماً ما!

bottom of page