قام أحمد بالتحدث بنبرة صوت مُرتفعة أثناء نقاشه مع والدته، فقامت والدته بالتوقف عن محادثته على الرغم من أنها كانت تُتجاوب معه في الحديث في السابق، ثم زاد أحمد من نبرة صوته أكثر فأكثر لكي تلتفت له أمّه لكنها استمرت بتجاهل ما يعمل، عندما رأى أحمد أنّ رفع نبرة الصوت لم يؤدِّ إلى نتيجة قام بخفض نبرة صوته والتحدث بعبارات لطيفة عند ذلك التفتت له والدته وقامت بإكمال حوارها معه.
الإطفاء هو إيقاف تقديم المُعزِّز الذي كان يحصل عليه الفرد في السابق لكي يتوقف عن أداء السلوك غير المرغوب، لكن إذا توقف الفرد عن أداء السلوك المرغوب يتم تقديم المُعَزز فوراً.
في المثال السابق، نجد أنّ الطفل يرغب في الحصول على الانتباه من والدته أثناء حديثه معها، وعند حصول السلوك غير المرغوب (رفع نبرة الصوت)، قامت والدته فورًا بإيقاف المعزز عن طريق تجاهل السلوك، مما أدى إلى أنْ يتوقف عن عمل السلوك غير المرغوب وعمل السلوك المرغوب لكي يحصل على المعزز (الانتباه) وفورًا قامت والدته بتقديم الانتباه وإكمال الحوار معه.
كيف يعمل الإطفاء:
يقوم الفرد بعمل السلوك سواء كان مرغوباً أو غير مرغوب، بعد ذلك يتم إيقاف الحصول على المعزز الذي كان يحصل عليه في السابق مع مرور عدة محاولات يتوقف السلوك المُستَهدَف عن الحدوث لعدم الحصول على المعزز.
مثال من الحياة اليومية:
الشخص الذي لم يَعُدْ يتجاوب مع الاتصالات التي تَرِد إليه في الأوقات المتأخرة، ولكنه يتجاوب فقط في أوقات عمله المُحدَّدة، مما أدى إلى أنْ يقوم الأشخاص بالاتصال فقط في الأوقات المناسبة.
مثال من الفصل الدراسي:
المعلم الذي لم يعُد يتجاوب مع الطالب عندما يجيب بدون رفع يده، مما أدى إلى أنْ يقوم الطفل برفع يده ليلتفت له المعلم ويعززه.
مثال في المنزل:
الأب الذي لم يعُد يقدم الحلوى لطفله عندما يصرخ ويبكي للحصول على الحلوى، مما أدى إلى أنْ يقوم الطفل بطلب الحلوى بدون بكاء.
نقاط تؤخذ بعين الاعتبار:
- من المهم توضيح أنّه يتم تجاهل السلوك وليس الشخص لأنّ الهدف هو إيقاف الحصول على المعزز الذي يُعزز السلوك غير المرغوب وليس تجاهل الشخص نفسه.
- عندما يقوم الشخص بالسلوك المرغوب يتم تقديم المعزز فوراً وليس القيام بالحديث عمّا قام بعمله وتأنيبه واسترجاع أحداث الماضي المشابهة.
- الاتفاق بين جميع الأفراد فإذا تم الاتفاق على تجاهل سلوك البكاء للولد فيجب أنْ يتفق الأب والأم على تجاهل هذا السلوك ولا يصح أنْ يقوم أحدهما بالتعزيز لأنّ ذلك سوف يؤدي إلى زيادة السلوك واستمراره وصعوبة اختفاءه.
- التجهّز النفسي لزيادة السلوك عند البدء بتطبيق إجراءات الإطفاء حيث أنّ الفرد سيحاول جاهدًا الحصول على المعزز بشدة مما يؤدي إلى زيادة السلوك بشكل أقوى وأعنف.
- لا يصح تطبيق الإطفاء بدون تعزيز سلوك بديل، فمثلًا إذا كان الطفل يصرخ أو يبكي يتم تدريبه على الطلب لكي يستطيع طلب ما يريد بدلًا عن البكاء.
- لا يتم استخدام التجاهل مع جميع السلوكيات، بل يجب التأكد من سبب حدوث السلوك ليتم تقديم الإطفاء المناسب (للمزيد)
ملاحظة هامة:
كما أنّ الإطفاء يوقف السلوكيات غير المرغوبة فقد يوقف السلوكيات المرغوبة أيضًا بعض الأمثلة على ذلك:
الموظف المُجِدُّ المجتهد في عمله الذي لم يعد يحصل على التعزيز المادي والمعنوي المناسبين قد يتوقف عن العمل بكفاءة.
الطفل الذي يُرتب غرفته وألعابه وتوقف والداه عن تعزيزه ومدحه، قد يتوقف عن ترتيب غرفته وألعابه.
الطالب الذي يقوم بتسليم الوجبات في وقتها ولم يعد يحصل على درجة التسليم المبكر قد يتوقف عن التسليم في الوقت المحدد.
المراجع:
Cooper, J. O., Heron, T. E., & Heward, W. L. (2007). Applied behavior analysis (2nd Ed.). Pearson