عندما يريد شخص طلب كمية من الفواكه يقوم عادة بطلب نوع الفاكهة التي يريد وكمّيتها، مثلا "أريد كيلو من البرتقال"، يستخدم الشخص وحدة قياس "الوزن" المتعارَف عليها بدلًا من قوله: "أريد القليل من البرتقال" لأنّ مفهوم القليل والكثير نِسبي ويختلف من شخص لآخرَ. فقد يكون القليل كيلو لدى البعض بينما قد يكون ربع الكيلو قليلًا لدى آخرين. النقطة الأخرى هي استخدام الكيلو جرام لقياس كمية البرتقال وليس المتر أو درجة الحرارة المئوية. فلا يصحّ استخدام مقاييس المكاييل لحساب الأطوال ولا مقاييس الأحجام لمعرفة الحرارة.
قياس السلوك لا يختلف -كثيرًا- عن القياسات الأخرى حيث تُستَخْدَم طرقٌ متعددةٌ لقياس السلوك. فعند قياس السلوك مثل سلوك رفع اليد في الحصة، لا يُقاسُ السلوك بـ"كثير" أو "قليل" لأنّه غير دقيق، بل نقوم بقياس عدد المرات التي رفع الطالب يده ونسجّلها فنقول أنّ الطالب رفع يده ٢٠ مرة في حصة الرياضيات. أيضا لا يصح استعمال المدة الزمنية لقياس سلوك "رفع اليد" لأنّ سلوك رفع اليد لا يمكن قياسه بالمدة الزمنية. هناك سلوكيات يمكن قياسها بالمدة الزمنية كالمدة التي استغرقها الشخص في الجري. نقول أنّ الشخص جرى مسافة كيلو متر في مدة زمنية استغرقتْ ٥ دقائق.
الهدف من القياس إمّا لتقليل السلوك الغير مرغوب فيه كتقليل نوبات الغضب والبكاء، أو لزيادة سلوك مرغوب كزيادة مدة لعب الطفل مع زملائه.
هناك طرق متعددة للقياس وتُستَخدَم الطريقة بناءً على ملاءَمَتها للسلوك. وسوف نركز على القياس المستمر للسلوك
وهذه بعض أنواع قياس السلوك:
أولا: القياس بناء على تكرار السلوك: تُستخدَم هذه الطريقة لقياس السلوكيات التي يمكن قياسها بعدد مرات حدوثها.
العدّ (Count) يتم حساب عدد مرات حدوث السلوك حيث يقوم المُلاحِظ بتدوين كل مرة يحدث السلوك ولا يستلزم تسجيل الوقت مثال: عدد مرات تأخّر الطالب عن الدرس، عدد المرات التي يقوم فيها الطالب برفع يده، عدد مرات استخدام دورة المياه.
المعدّل (Rate) هذه الطريقة مشابهة للعد ولكن تُضاف المدة الزمنية إليها. تصلح هذه الطريقة للسلوكيات التي يمكن قياس عددها في مدة الملاحظة مثال: عدد الكلمات المقروءة في الدقيقة، عدد مرات رمي كرة السلة في الدقيقة.
ثانيا: القياس بناءً على المدى الزمني: تُستخدم هذه الطريقة لقياس السلوكيات التي يستلزم قياسها بالمدة الزمنية ولا يصلح قياسها بناءً على تكرار حدوث السلوك.
مدة الحدوث (Duration) المدة الزمنية التي قام بها الفرد بعمل السلوك وتُحسَبُ باستخدام المؤقّت، في كل مرة يقوم الفرد بعمل السلوك يتم تشغيل المؤقت وإيقافه عند توقف الفرد عن السلوك ثمّ تُسجَّل المدة الزمنية الكلّيّة لحدوث السلوك. مثال: المدة الزمنية التي استغرقها الطالب في الجلوس على الكرسي، المدة الزمنية التي استغرقها الطفل في البكاء، المدة الزمنية التي استغرقها الطفل في الجري.
ثالثا: القياس بناءً على النقطة الزمنية: فيها يُقاس السلوك بناءً على النقطة الزمنيّة التي حدث بها السلوك إمّا لزيادة أو تقليل وقت السلوك المستغرَق.
قياس تأخّر حدوث الاستجابة (Response latency) تُقاس المدة الزمنية التي استغرقها الفرد للبدء بعمل السلوك بعد حدوث المثير. مثال: تقول المعلمة لطالب "ابدأ بحلِّ واجب الرياضيات" فتحسب بالمؤقّت الزمن الذي يستغرقه الطالب للبدء بحل واجب الرياضيات، وعندما يبدأ بحل الواجب تقوم المعلمة بإيقاف المؤقت وتسجيل المدة الزمنية. نهدف إلى زيادة سرعة الطالب في البدء بعمل السلوك المرغوب. نريد أنْ يبدأ بالحلّ مباشرة بعد التعليمات وليس الانتظار لمدة طويلة، وينطبق هذا أيضا على سلوكيات أخرى كالبدء بغسيل اليدين أو الأسنان إلخ.. .
الوقت بين الاستجابات (Interresponse time IRT) يتم قياس الوقت المُستغرَق بين الاستجابات مثال: قياس الوقت الذي يستغرقه الطفل بين لقمة وأخرى أو بين وضع الخرز أو أيّ سلوك يكون الوقت بين عمل السلوكيات المتشابهة مهم. فمثلا إذا كان الطفل يستغرق وقتا طويلا بين اللقمات فالهدف هو تقليل هذا الوقت، والعكس بالعكس.
أمور يجب أخذها بعين الاعتبار
- توضيح السلوك الذي سوف يُقاس وتعريفه تعريفًا إجرائيًّا (انظر تعريف السلوك) لكي نعرف ما الذي سوف نقيسه بالضبط.
- يجب استخدام أداة القياس المناسبة للسلوك فلا يمكن استخدام العد لقياس سلوك يُقاس بالمدّة الزمنية.
- يجب الانتباه للدقة والتركيز على السلوك المُراد قياسه.
- في حال توفر مُلاحِظ آخر تُجمَع البيانات من قِبَل المُلاحِظين ومن ثمّ قياس نسبة التوافق بينم.