top of page
د. أروى عبدالله العمودي

النمذجة بالفيديو لتطوير المهارات

تعتبر النمذجة عن طريق الفيديو من الطرق المثبتة علميًا لتعليم العديد من المهارات، ومع انتشار الأجهزة الذكية التي تحتوي على كاميرات متطورة، ومع توفر برامج تعديل مقاطع الفيديو المجانية، أصبح من السهل إنتاج المقاطع التعليمية والتدريبية في البيئات المختلفة بتكلفة منخفضة واستخدمها في جلسات التدريب.

 

ما المقصود بالنمذجة بالفيديو؟

عند استعمال الفيديو كاستراتيجية تدريسية يتطلب أن يُشاهد الفرد (المتعلِّم) مقطع فيديو لشخص أو أشخاص يقومون بأداء المهارة أو السلوك المُستهدَف ثم يقوم المتعلِّم بتقليد ما قام بمشاهدته.

فمثلًا يقوم المتعلم بمشاهدة أطفال يلقون التحية على المعلم عند الدخول إلى الفصل ثم يقوم بتقليد ما شاهدوه في مقطع الفيديو.  

 

ما هي المهارات التي يمكن تعليمها من خلال النمذجة بالفيديو؟

هناك العديد من المهارات التي يمكن تعلميها من خلال النمذجة بالفيديو منها، مهارات اللعب، المهارات الاجتماعية، التواصل غير اللفظي، الألعاب الجماعية، إلقاء التحية، المهارات المُتعلِّقة بالعمل، المهارات الأكاديمية، مهارات الحياة اليومية، المهارات المهنية، الترفيه واستغلال أوقات الفراغ، مهارات السلامة، الالتزام بقوانين الفصل التعليمي، تقليل المشاكل السلوكية، وغيرها من المهارات.

 

ما هي الحالات التي يمكنها الاستفادة من النمذجة بالفيديو؟

يمكن للعديد من الأشخاص الاستفادة من النمذجة بالفيديو سواء الأطفال أو البالغين من العادين وذوي الاحتياجات الخاصة مثل (التوحد، صعوبات التعلم، النشط الزائد وتشتت الانتباه، الخ)

فقد يتعلم شخص كيفية عمل وصفة طعام جديدة من خلال مشاهدة الفيديو.

أو قد يتعلم طفل كيفية غسل اليدين من خلال مشاهدة فيديو.

أو قد يتعلم شخص كيفية إصلاح عطل في سيارته من خلال مشاهدة مقطع يوضح ذلك.

 

ما هي أنواع الفيديو؟

أولًا: النمذجة من خلال الآخرين (Video Modeling of Others)

يتم تصوير شخص / أشخاص (مثال، معلم، زميل) يقومون بنمذجة المهارة المستهدفة ضمن سياق (على سبيل المثال، يمشي أحمد ويجد زميله في الممر ثم يلقي التحية). بعد إكمال التصوير والتعديل يتم عرض المقطع على المتعلم ويتم منحه الفرصة للمتعلِّم لتقليد المهارة (إلقاء التحية مثلا).

ويمكن أيضا أن يشاهد المتعلم مقطع فيديو لرسوم متحركة لشخصية كرتونية تعمل المهارة.

ثانيًا: النمذجة من خلال الشخص نفسه (Video Self Modeling)

يتم تصوير المتعلِّم نفسه وهو يعمل المهارة المستهدفة – قد يتطلب تقديم التلقين وأخذ العديد من لقطات التصوير والتحرير والتعديل للوصول لمقطع مناسب- ومن ثم يتم تعديل الفيديو ليتم عرضه على المتعلِّم ليشاهد نفسه يقوم بعمل المهارة المستهدفة ويتم منحه الفرصة لتقليد المهارة.

ثالثًا: النمذجة من خلال المنظور الشخصي (Point Of View)

يتم تصوير المقطع من منظور شخصي (مستوى الرؤية) وكأن الشخص ينظر من خلال عينيه (يمكن أن تظهر أيدي وأرجل الشخص لكن الشخص نفسه لا يظهر في مقطع الفيديو)

عند عرض الفيديو على المتعلِّم يُظهر الفيديو المهارة كما لو كانت من أعين المتعلِّم ، مثل مشاهدة يدين تعمل وجبة طعام أو تكتب وتحل بعض المسائل الحسابية. بعد مشاهدة المقطع يتم منح المتعلِّم الفرصة لتقليد المهارة.

 

يمكن عرض الفيديو بدون سرد صوتي، مثلا يقوم أحمد بإلقاء التحية على الزملاء أو يتم إقران نماذج الفيديو بسرد وصفي مصاحب للفيديو، مثلا: إضافة صوت للمقطع "يقوم أحمد بإلقاء التحية على زملائه" قبل أن يقوم أحمد فعليا بإلقاء التحية، إضافة صوت يوضح ماذا عمل أحمد " لقد ألقى أحمد التحية على زميله" وهكذا.

النماذج الموجودة في الفيديو قد تكون لشخص أو أشخاص يعرفهم أو لا يعرفهم الطفل، ويمكن أن يكون النموذج (النماذج) صغار،كبار، أقرانًا، غرباء أو العديد من الأشخاص.

 

 

ما هو الأساس النظري للتعليم من خلال الفيديو؟

 (نظرية التعلم الاجتماعي)

ترتكز استراتيجية النمذجة من خلال الفيديو من الناحية النظرية على نظرية التعلم الاجتماعي والتي تنص على أن "أغلب السلوكيات التي يقوم الأشخاص بعملها تم تعلّمها من قِبَل أشخاص آخرين إمّا عن قصد أو عن غير قصد، من خلال تأثير القدوة"  (باندورا ، 1971).

توضح نظرية التعلم الاجتماعي أن الأفراد يتعلمون المهارات والسلوكيات المختلفة من خلال ملاحظة الأفراد الآخرين وهم يقومون بعمل هذه المهارات. فيتعلم الأطفال المهارات الاجتماعية من خلال مراقبة والديهم والآخرين ومن حولهم وهم يتفاعلون مع بعضهم البعض. من أجل تعلم مثل هذه المهارات، يتعين على المتعلم أن ينتبه للنموذج وهو يقوم بعمل السلوك المستهدف ويتلقى التعزيز المناسب لعمل هذا السلوك (باندورا، 1969). من المفيد للمتعلم أن يلاحظ النموذج وهو يقوم بعمل السلوك المستهدف ويتلقى تعزيزًا إيجابيًا مما يساهم في زيادة تقليد السلوك في مواقف مماثلة بمحفزات مماثلة.

 

التعلم القائم على الملاحظة يتطلّب وجود أربع عمليّات:

الانتباه (الانتباه للنموذج)

الاستبقاء (الحفاظ على المهارة في الذاكرة)

الإعادة الحركية (تكرار عمل المهارة)

التحفيز (وجود المحفز والمعزز لعمل المهارة)

 

وأخيرًا، يجب الانتباه ومراقبة المحتوى الذي يشاهده الأطفال خصوصًا مع سهولة وصول الأطفال للأجهزة الذكية، حيث أن السلوكيات المرغوبة وغير المرغوبة يتم تعلمها من خلال الملاحظة.  

 

المراجع:


Bandura, A. (1969). Principles of behavior modification. New York: Holt, Reinhart & Winston.

Bandura, A., & Walters, R. H. (1977). Social learning theory (Vol. 1). Prentice-Hall.

Clinton, E. (2016). A meta-analysis of video modeling interventions for children and adolescents with emotional/behavioral disorders. Educational Research Quarterly, 40(2), 67-86.

Kagohara, D. M., Achmadi, D., van der Meer, L., Lancioni, G. E., O’Reilly, M. F., Lang, R., Marchik, P. B., Sutherland D., Ramdoss, S., Green, V. A., & Sigafoos, J. (2013). Teaching two students with Asperger Syndrome to greet adults using social stories and video modeling. Journal of Developmental and Physical Disabilities, 25(2), 241-251

bottom of page