يحتاج الأشخاص عادة إلى المساعدة كي يقوموا بعمل المهارات التي لم يسبق لهم عملها أو التي قاموا بها ويرغبون في تطويرها، مثلا قد يحتاج الشخص إلى مساعدة لمعرفة كيفية عمل وصفة طعام لم يسبق له عملها، أو إلى مساعدة عند تحميل تطبيق جديد، أو مساعدة في تركيب جهاز جديد. عادة ما يقوم الشخص بالبحث في الإنترنت عن كيفية عمل المهارة التي يحتاج فيها إلى مساعدة، وقد تتواجد المساعدة بطريقة صور أو نص مكتوب أو تسجيل صوتي أو مقطع فيديو. ربما قد يسجل الفرد في دورة تدريبية لكي يتعلم المهارة، من الممكن أيضا سؤال شخص آخر طالبا للمساعدة، ويقوم الشخص الآخر بتعليمه إمّا بالتوضيح اللفظي أو عن طريق عمل المهارة أمامه كي يتعلمها (النمذجة). ومن ثم يصبح الشخص قادرًا على عمل المهارة باستقلالية وبدون طلب المساعدة.
الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي التوحد خصوصًا يحتاجون إلى بعض المساعدة والتلقين كي يقوموا بإكمال المهام الأساسية في الحياة اليومية مثل غسل اليدين واستخدام الحمام والاستحمام ولبس الملابس إلخ...
وحصولهم على المساعدات ليس بالسهولة التي يقوم بها الأشخاص العاديون عن طريق الاتصال أو السؤال أو البحث، بل يحتاجون أن نُقدّم لهم المساعدة بطريقة مناسبة ليتعّموا المهام ويُتقنوها ويكونوا قادرين على أدائها دون مساعدة وباستقلالية تامة.
هناك عدة أنواع للمساعدة، تُقسّم إلى درجات بناءً على درجة المساعدة وسوف نُرتّبها من الدرجة الأكثر إلى الأقل مساعدة:
(Full physical المساعدة الجسدية الكل
(Partial physical) المساعدة الجسدية الجزئية
(Modeling) النمذجة
(Gesture) المساعدة بالإشارة أو الإيماء
(Verbal) المساعدة اللفظية
(Independent) الاستقلالية
سوف نأخذ خطوات غسل اليدين كمثال توضيحي لكيفية تقديم المساعدة
خطوات تحليل المهمة لغسل اليدين:
١- يمشي الطفل إلى المغسلة.
٢- يفتح صنبور المياه.
٣- يضع إحدى يديه تحت علبة الصابون السائل.
٤- يضغط على الصابون باليد الأخرى.
٥- يفرك يديه بالصابون.
٦- يضعها تحت الماء حتى يزول الصابون.
٧- يغلق الصنبور.
٨- يجفف يديه بالمنشفة.
المساعدة الجسدية الكلية:
يقوم المعلم بتقديم المساعدة الجسدية والتي تكون عن طريق مسك يد الطفل لكي يقوم بالعمل بطريقة صحيحة
مثال: في خطوة فتح صنبور المياه، يقوم المعلم بمسك يد الطفل ومساعدته ليفتح صنبور المياه بطريقة صحيحة.
المساعدة الجسدية الجزئية:
يقوم المعلم بتقديم المساعدة الجسدية الجزئية التي تكون عن طريق مسك يد الطفل بطريقة جزئية مثلا من جهة المرفق لكي يقوم بالعمل بطريقة صحيحة
مثال: في خطوة فتح صنبور المياه، يقوم المعلم بمسك يد الطفل جهة المرفق ومساعدته في كيفية فتح صنبور المياه.
النمذجة:
يقوم المعلم بعمل المهارة أو الخطوة أمام الطفل بطريقة صحيحة
مثال: يقوم المعلم بفتح الصنبور أمام الطفل، كي يرى كيفية فتح الصنبور
الإشارة:
يقوم المعلم بالإشارة أو الإيماء لكي يقوم بالعمل بطريقة صحيحة
مثال: يقوم المعلم بالإشارة إلى صنبور المياه بدون أي لفظ أو صوت لكي يقوم الطفل بفتح الصنبور.
المساعدة اللفظية:
إخبار الطفل ما الذي يجب أن يقوم بعمله بطريقة لفظية
مثال: افتح صنبور المياه
الاستقلالية:
يقوم الطفل بعمل الهدف بدون أي مساعدة.
الهدف الذي نسعى إليه من استخدام هذه المساعدات هو أن يقوم الطفل بتعلّم المهارة التي لا يستطيع القيام بها في الوقت الحالي لكي يصبح قادرًا على عمل المهارة باستقلالية بدون أي مساعدة، لذلك نبدأ باستخدام المساعدة بناء على حاجة الطفل ومن ثم نُقلل المساعدة بالتدريج من درجة المساعدة الأعلى إلى الأقل للوصول إلى المرحلة التي يقوم الطفل بعمل المهارة باستقلالية.
أمور يجب أخذها بعين الاعتبار:
أولا: استخدام المساعدة فقط لفترة مؤقتة إلى أن يُتقن الفرد المهارة ومن ثم تخفيفها تدريجيا إلى أن نتوقّف عن استخدامها، لأننا لا نريد أن يكون الفرد معتمدًا على المساعدة.
ثانيا: يجب تخفيف درجة المساعدة تدريجيًّا فإذا بُدئ بالمساعدة الجسدية الكلية يتم الانتقال إلى المساعدة الجسدية الجزئية وهكذا إلى أن تُسحب المساعدة تماما.
ثالثا: يكون تقديم المعززات في البداية لجميع الخطوات التي يتم تقديمها بالمساعدة، لكن بعد فترة يجب أن يُقدّم التعزيز فقط عندما يقوم الطفل بالمهارة أو الخطوة بدون مساعدة.
رابعا: ليس ضروريا البدء بالمساعدة الجسدية، بل نبدأ بتقديم المساعدة بناء على حاجة الطفل. من الممكن أن نبدأ مع طفل بالمساعدة الجسدية بينما نبدأ مع طفل آخر بالنمذجة، بغضّ النظر عن المساعدة التي بدأنا بها يجب تخفيفها تدريجيا.
خامسا: قد نحتاج إلى القيام بتحليل المهمة (انظر تحليل المهمة) إذا كانت المهارة تحتوي على عدة خطوات.
سادسا: قد تختلف درجة المساعدة في كل خطوة، فقد يحتاج الفرد إلى مساعدة جسدية للذهاب إلى المغسلة، وقد يحتاج هو نفسه إلى نمذجة لفتح صنبور المياه، وتُحدد درجة المُساعدة بناءً على احتياج الطفل.
سابعا: جمْع البيانات مهم جدًا لكي تُحَدّد الخطوات التي أتقنها الطفل وبأي درجة مساعدة ومن ثم تقليلها.
ثامنا: يجب الحذر من أن يصبح الفرد معتمدًا على المساعدة وألا يقوم بعمل الخطوات بدونها.