محركات البحث وحسابات التواصل الاجتماعي مليئة بالعديد من خطط تعديل السلوك الجاهزة للتطبيق، ما عليك إلا أن تبحث عن خطة ذات عنوان موافق للمشكلة السلوكية التي ترغب بتعديلها. فهذه خطة لتعديل سلوك الضرب، وهذه لتعديل الصراخ والبكاء وهذه للعناد وأخرى لشد الشعر. تبدوا هذه الخطط مغرية لاسيما أنها تضمن النتائج خلال مدة زمنية محددة، فيمكنك استخدام هذه الخطة للتخلص من مشكلة البكاء في أسبوع وهذا رابط المشاركة لكي ترسلها إلى غيرك ليستفيد منها أيضا في تعديل سلوك أبنائهم وتلاميذهم. فهل هذه الخطط مضمونة النتائج فعلاً؟
عند عمل خطة تعديل سلوك فردية لأي سلوك، يجب أولاً تحديد السلوك المستهدف وتعريفه اجرائياً (للمزيد) ثم جمع بيانات السلوك المستهدف (للمزيد) لمعرفة ما السبب المحتمل للسلوك (للمزيد) بعد ذلك يتم وضع خطة العلاج بناء على المعلومات التي تم جمعها بناء على حالة الفرد.
لنأخذ خطة تعديل جاهزة كمثال لتوضيح الفكرة:
خطة جاهزة لتعديل سلوك ضرب الرأس تنص على تجاهل السلوك لمدة أسبوع لكي يختفي السلوك تماماً عن الحدوث، تبدو خطة رائعة لعلاج المشكلة التي يعاني منها الطفل منذ مدة طويلة.
لدينا الآن أحمد الذي يقوم بضرب رأسه بكلتا يديه فلوا أني بدأت بتطبيق هذه الخطة لكي يختفي السلوك ويتوقف أحمد عن ضرب رأسه. فما الذي سيحدث؟
إذا كان سبب حدوث سلوك ضرب الرأس هو الحصول على معزز حسي أتوماتيكي فهذا يعني أن التجاهل لن يساعد بتاتاً على تقليل السلوك، بل على العكس تماماً سوف يستمر السلوك بالحدوث وقد يزيد لأن سبب السلوك بالنسبة لأحمد ليس الحصول على الانتباه، بل الحصول على التعزيز الحسي أتوماتيكي. وخلال مدة التجاهل التي تنص عليها الخطة (أسبوع) قد يؤدي ذلك الى إصابات في الرأس وأضرار أخرى.
وبالمثل إذا كانت خطة التعديل تنص على أن يتم عقاب الطفل بوضع الطفل على كرسي في زاوية الغرفة في كل مرة يقوم بتمزيق أوراق حل الواجب فسوف يستمر السلوك بالحدوث إذا كان السبب هو الهروب من أداء الواجب.
نجد هنا أن ضرر الخطط الجاهزة المُعدة مسبقاً قد يكون أكبر من المنفعة المرجوة بسبب عدم ملاءمتها لحالة الفرد، كأن يأخذ شخصا علاج مخصص لمرض بدون الكشف عن حالته ودراسة ملائمة العلاج له.
ملاحظات تؤخذ بعين الاعتبار
-مثل أنه لا يصح أخذ خطة جاهزة وتطبيقا أيضا لا يصح إعطاء حل سريع لمشكلة بدون التأكد من جميع جوانبها.
-لا يصح أخذ خطة تعديل مُعدة لطفل وتطبيقها على طفل اخر بحجة أن السلوك المستهدف هو نفسه. قد يكون السلوك هو نفسه لكن أسباب حدوث السلوك تختلف من فرد لآخر وكذلك طرق العلاج.
-خطط التعديل يجب أن يتم تصميمها بطريقة فردية بعد ملاحظة ودراسة حالة الفرد من قبل مختص.
-عند تطبيق طريقة لحل مشكلة سلوكية يجب التأكد من أنها مفيدة للطفل لكيلا تزيد المشكلة.
-بعض السلوكيات الخطيرة كإيذاء النفس لها استراتيجيات تدخل سريعة للتنفيذ من قبل المختصين لتقليل الضرر.
-تحري الدقة عند استقبال أي معلومة وعدم قبولها إلا بعد التأكد من صحتها.