يتعلم الأطفال العاديون مهارات مُتعددة ثم يقومون بعمل ما تعلموه في بيئات أخرى، فقد يتعلم الطفل تسمية الأشكال الهندسية والألوان في المدرسة ثم بعد ذلك يقوم بوصف صحنه على وجبة الغداء في المنزل على أنه دائري الشكل أو وصف البحر بأن لونه أزرق أثناء الذهاب في رحلة إلى البحر.
لكن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة قد لا يقومون بعمل المهارة المُتعلمة والمُتقنة في بيئات أخرى. فقد تقوم المعلمة بتدريب الطفل على غسل يديه في المدرسة ويتقن الطفل عمل جميع الخطوات باستقلالية، لكنه لا يقوم بغسلها في المنزل أو عند الذهاب الى المطعم. وقد تقوم الأم بتدريب طفلها على مهارة الطلب باستخدام الصور فيتقن الطفل المهارة ويقوم بطلب ما يريد من والدته فقط لكنه لا يقوم بالطلب من أشخاص آخرين. نجد أن إتقان المهارة وعملها في مكان واحد أو مع أشخاص محددين تعني محدودية الاستفادة من المهارة المتعلمة وبالتالي لم يحقق التدريب الهدف النهائي المنشود من تعليم المهارة وهو تعميمها على بيئات مختلفة ومع أشخاص متعددين لذلك عدم تعليم المهارة مشكلة يجب الانتباه لها وأخذها في الحُسبان.
يعتبر التعميم من أبعاد تحليل السلوك التطبيقي والذي ينص على ضرورة استمرار عمل المهارة بعد الانتهاء من التدخل وتطبيق السلوك مع أشخاص آخرين وفي بيئات مختلفة عن البيئة التي تم التدريب فيها (للمزيد).
يجب ألا يتم الحكم على إتقان المهارة إلا إذا استطاع الفرد تعميم المهارة والاستمرار بعملها بعد الانتهاء من التدريب.
أمثلة على التعميم:
التعميم على الأشخاص: كأن يقوم الطفل بإلقاء التحية على زملائه، المعلمين وأفراد أسرته.
التعميم على البيئة: كأن يستخدم الطفل الحمام في المدرسة، المنزل، المطعم.
التعميم على المثيرات: كأن يسمى الطفل قطة عندما يرى صورة قطة في قصة أو قطة تمر أمامه.
يتم التخطيط لتدريب مهارة التعميم يتم منذ بداية وضع الأهداف والتخطيط لتدريس المهارة حيث يتم تعليم تعميم المهارة أثناء التدريب.
بعض الأمثلة للمساعدة في تطوير تعميم المهارات:
استخدام أمثلة متعددة: فمثلا إذا كان الهدف تدريب مفهوم سيارة يتم تدريب الطفل أن يسمي سيارة باستخدام صور لسيارات بألوان وموديلات مختلفة، أيضا تسمية مجسم سيارة أو لعبة، تسمية سيارة في قصة أو مقطع فيديو ، تدريبه على تسمية سيارة عند أخذه للخارج إلى موقف السيارات ليسمي سيارة وهكذا.
التدريب مع أشخاص متعددين: فمثلاً إذا كان الهدف تدريب الطفل على الطلب يتم تدريبه على الطلب من المعلمة، والدته، والده.
استخدام مثيرات متنوعة: مثال إذا كان الهدف تدريب الطفل على تطوير اللغة الاستقبالية يتم استعمال تعليمات مختلفة: "أعطيني القلم"، "أين القلم"، "أشر إلى القلم"، "ناولني القلم" وهكذا.
التدريب في بيئات مختلفة: مثال إذا كان الهدف تدريب رمي الأوساخ في سلة المهملات، التدريب على الرمي في سلال ذات أشكال و أحجام مختلفة في مرافق المدرسة وليس فقط في سلة الفصل، أيضا عند الذهاب في رحلة، في المنزل ، في الحديقة وهكذا.
تقليل التعزيز تدريجيا: لأن الهدف هو استمرار عمل المهارة بعد الانتهاء من التدريب فيتم تقليل التعزيز وسحبه بالتدريج إلى أن يصبح المعزز الوحيد هو المعزز الطبيعي الموجود في البيئة (للمزيد جداول التعزيز).
اختيار سلوك مهم للطفل: يتم اختيار سلوك يمكن للطفل عمله مرات متعددة على مدار اليوم لأن ذلك سوف يساعد على إتقان الطفل للمهارة و الحصول على المعزز الطبيعي.
دمج السلوك المستهدف مع جدول الطفل اليومي: فمثلا عند تدريب المطابقة يتم ترتيب أدوات الطعام المتشابهة الملابس كأن يضع الملاعق مع الملاعق والكاسات مع الكاسات وترتيب الملابس (للمزيد)، عند تدريب مهارة التقليد، تقليد عمل المهارات اليومية من بيئة الطفل (للمزيد).
تنويع الأدوات المستخدمة في التدريس: مثلا عند تدريب الكتابة يتم استخدام أقلام ذات ألوان مختلفة وأوراق ذات خامات مختلفة، وعند تدريب القراءة يتم التدريب على قراء الكلمات بأنواع خطوط مختلفة بألوان وأحجام مختلفة.
المراجع:
Cooper, J. O., Heron, T. E., & Heward, W. L. (2007). Applied behavior analysis (2nd Ed.). Pearson.