يواجه أباء وأمهات ذوي التوحد والاضطرابات النمائية العديد من الضغوطات مما يؤدي إلى شعورهم بالتوتر والقلق حيث ترتفع نسب القلق لدى أسر ذوي اضطراب طيف التوحد مقارنة بباقي الاسر. لذلك من الضروري تطوير عن حلول واستراتيجيات لمساعدة الوالدين على التغلب على الضغوطات لمساعدة أطفالهم.
يمكن أن تساهم أنشطة البستنة في تخفيف مستويات القلق والتوتر لذوي اضطراب طيف التوحد والوالدين وباقي أفراد الأسرة، فيمكن للجميع الاستفادة منها حيث أن طبيعة أنشطة البستنة تساهم في الاسترخاء، تعزيز التواصل، تقليل المشاكل السلوكية، تحسين الحالة النفسية، تطوير المهارات الاجتماعية وتقليل حدة المشاكل الحسية وتعزيز المهارات المختلفة وهذا ما يحتاجه ذوي التوحد وأسرهم. أيضا، تساعد البستنة كنشاط جماعي لأفراد الأسرة على تقوية الروابط بين الوالدين واطفالهم وزيادة المهارات الاجتماعية.
هناك أن العديد من الأباء والأمهات يرغبون في مشاركة أطفالهم بأنشطة تدعم التعلم الفردي والجماعي و الدمج. يمكن أن تمارس البستنة كنشاط جماعي، يتعلم فيه الأطفال المهارات الاجتماعية وتكوين الصداقات بالإضافة إلى المساعدة في تطوير المهارات الأساسية وهذا ما يمكن أن توفره البستنة والأنشطة المشابهة. أثبتت أنشطة البستنة المختلفة القائمة على مشاركة الوالدين مع أطفالهم فاعليتها في تحسين علاقة الوالدين مع أطفالهم. حيث قلت الصراعات والمشاكل وزادت العلاقة الإيجابية بين ذوي اضطراب طيف، وأظهروا اعتماداً أقل على والديهم بعد تلقي العلاج. لذلك، ويمكن أن تستخدم البستنة كطريقة مساندة لباقي إجراءات التدخل التقليدية. ويمكن ادراج استراتيجيات تحليل السلوك التطبيقي مثل التشكيل، التلقين، التعزيز وغيرها لتعلم خطوات الزراعة و البستنة.
يمكن البدء بأنشطة البستنة في أغلب البيئات ولا يتطلب وجود مساحات خارجية أو توفر ميزانية كبيرة للبدء، حيث يمكن الزراعة في الأواني المتوفرة في المنزل. البستنة كعمل جماعي يبدأ بالتخطيط لأنشطة البستنة مما يساعد جميع أفراد الأسرة للتعلم، وتطوير مهارات العمل الجماعي والتواصل. فعتد اختيار البذور والنباتات التي يرغبون بزراعتها يتعلم الأطفال التخطيط واختيار ما يفضلونه.
ومع نمو النباتات والعناية بها تنمو علاقة أفراد الاسرة مع بعضهم البعض ويتعلم الأطفال العديد من المهارات الضرورية للحفاظ على النباتات والتعاون مع باقي أفراد الأسرة، وعند الوصول لموسم الحصاد وقطف الثمار يكون الأطفال قد قاموا بالانتظار لوقت كافي وفيها يتعلمون الصبر، والانتظار، وعند الحصول على النبتة يبدأ الأطفال بإشراك الحواس الخمسة لتذوق ما قاموا بزراعتها، بالإضافة إلى اللمس، الشم، التذوق، النظر. يمكن ربط أنشطة البستنة بباقي الأنشطة والمهارات الأخرى، مثلا اعداد سلطة خضراء من منتجات الحديقة، أو التعرف على فوائد النباتات، مراحل النمو وغيرها من الأنشطة.
وأخيرا، البستنة من الأنشطة التي تساعد جميع أفراد الأسرة على الاسترخاء وتقليل التوتر و القلق وزيادة الروابط الاسرية بالإضافة إلى قضاء الوقت مع الأسرة في أنشطة ذات معنى تسهم في تعزيز الروابط الأسرية، وتشجع على التقارب والتواصل.
المراجع
Ramshini, M., Hassanzadeh, S., Afrooz, G., & Hashemi Razini, H. (2018). The Effect of Family-Centered Nature Therapy on Interactions Between Parent and Child With Autism Spectrum Disorder. Iranian Rehabilitation Journal, 16(4), 379-386.