أحمد موظف مجتهد ومُجِدٌ في عمله لكنه لا يُحبّ كتابة التقارير ويحاول تأجيلها فتتراكم عليه ويُؤثِّر ذلك على أدائه، سمع أحمد بمبدأ بريماك الذي ينص على أنْ يؤدِّيَ الفرد أنشطةً ومَهامّا لا يرغب بعملها (الأقل تفضيلا) من أجل أنْ يحصل على أنشطة ومهام يرغب بها (الأكثر تفضيلاً). من الأنشطة التي يُفضلها أحمد مشاهدة الأفلام الكوميدية، لذلك قام أحمد بتحديد فيلم كوميدي لمشاهدته بعد أن ينتهي من كتابة التقارير المتراكمة، وإذا لم ينتهِ من التقارير لن يستطيع مشاهدة الفيلم. ساعد ذلك أحمد في أداء المهام التي لا يفضلها من أجل الحصول على ما يُحبّ .
وكما قال المتنبي "وَلا بُدَّ دونَ الشَهدِ مِن إِبَرِ النَحلِ"
هناك العديد من المهام والأعمال التي لا يرغب شخص ما بعملها كالأعمال الروتينية، ترتيب وتنظيف المنزل، ولكن في المقابل قد يرغب بالذهاب إلى التسوق، الذهاب في نزهة أو مشاهدة فيلم مُفضَّل. يقوم مبدأ بريماك على مساعدة الشخص على أداء الأعمال التي لا يُفضِّلها الشخص للحصول على ما يرغب به. وحصوله على المرغوب مشروطٌ بالانتهاء من عمل غير مرغوب.
يتم استخدام مبدأ بريماك بصورة يومية من قِبَل الأمهات مع أطفالهن لمساعدتهم على تنفيذ ما يَطلُبنَهُ منهم، فقد تطلب الأمّ من طفلها الانتهاء من الواجب ليحصل على لعبة، أو الانتهاء من ترتيب الغرفة للخروج للعب.
بعض مجالات الاستخدام:
اللياقة والصحة:
إذا كان الشخص مُهتمًّا بالالتزام بنظام غذائي ورياضي فيتم وضع الشرط للحصول على ما يرغب به.
مثلا: إذا أردتَ الخروج إلى التسوق، قُمْ بأداء التمارين الرياضية، أو إذا أردتَ مقابلة أصدقائك قم بتناول وجبة صحية.
للتغلب على الروتين:
إذا كان الطفل يُفضِّل لعب لعبة معينة، يتم تدريبه على أنْ يلعب لعبة جديدة ومن ثم يحصل على اللعبة التي يفضلها.
مثلًا: إذا أردتَ اللعب بالدمية (لعبة مفضلة) العب بالسيارة أولًا (لعبة غير مُفضَّلَة).
المهارات الاجتماعية:
إذا كان الطفل لا يُفضِّل اللعب مع أقرانه، أو لا يُفضل التواجد مع الأخرين. يُشرط عليه أنْ العب مع الآخرين كي تلعب بما تحب بمفردك.
مثلًا: إذا أردتَ اللعب بالدمية، العب بالكرة مع أحمد.
للتغلب على تأجيل العمل:
إذا كان الفرد يؤجل عملًا ما لعدم رغبته بعمله كتأجيل كتابة الواجبات، أو بعض الأعمال الروتينية.
مثلًا: إذا أردتَ الحصول على وجبة من المطعم المفضل، يجب الانتهاء من كتابة الواجب.
الإدارة الذاتية:
إذا كان الفرد لا يقوم بعمل المطلوب منه ويحتاج إلى تذكيره باستمرار.
مثلًا: أنْ يُلزم الفرد نفسه بتنظيف المنزل قبل لعب الكرة.
ملحوظة مهمة:
الصياغة تكون بطريقة إيجابية، مثال ذلك أن تقول: "إذا أردت اللعب بلعبتك المفضلة، قم بترتيب غرفتك" وليس أن تقول: "إذا لم ترتب غرفتك لن تحصل على اللعبة"، الصياغة الثانية يكون الطفل في حالة تأهب وخوف من عدم الحصول على ما يريد بعكس العبارة الأولى التي تُحفِّز الفرد على أداء المطلوب منه ليحصل على اللعبة.
نقاط تؤخذ بعين الاعتبار:
- يجب تحديد ما الذي يُفضِّله الشخص وما الذي يرغب بعمله وما الذي لا يرغب به وهذا يختلف من شخص لآخر، فقد يُفضِّل شخصٌ ما تمرينًا رياضيًّا بعينه ويكون نفس التمرين مكروهًا عند غيره.
- يُوضَّحُ المطلوب بدقة، مثل: حل واجب معين، ترتيب الغرفة، الانتهاء من الوجبة، إلخ..
- يتم توضيح ما الذي سوف يحصل عليه الطفل بدقة، مثل أنْ يحصل على لعبة معينة، أو أنْ يذهب في نُزهة، أو أنْ يتناول الحلوى، إلخ..
- يتم تقديم ما تم الاتفاق عليه بعد أنْ يُنهيَ الطفل العمل المطلوب منه فوراً وبدون تأخير.
- عدم تغيير الاتفاق بشكل مفاجئ مثلًا إذا تم الاتفاق على أنْ يُرتِّب الطفل غرفته ليحصل على لعبة، لا يصح إضافة عمل آخر بعد أنْ ينتهي من ترتيب غرفته كإضافة الاستحمام مثلا للحصول على اللعبة، بل يجب الالتزام بالاتفاق الأول.
- التأكد من أنَّ الطفل يستطيع عمل المطلوب فلا يتم الطلب منه أنْ يقوم بترتيب غرفته إذا لم يتم تدريبه على ذلك.
- من الممكن أنْ يُساعد ذلك في التغلب على الأمور التي لا يرغب الشخص بعملها، فقد يصبح العمل أو المهمة غير المرغوبة ليس بالصعوبة ذاتها لأنّ الفرد قام بعملها مراتٍ عدة فأصبح عملها أسهل.
- من الممكن استخدام المُعينات البصرية (صور مثلًا: للتوضيح ما المطلوب من الطفل عمله، وما الذي سوف يحصل عليه)
المراجع: