قام أحمد بترتيب غرفته قبل بعد الانتهاء من اللعب، عندما رأى والداه أنّه رتّب غرفته، ابتسما في وجهه وقدّما له المديح والثناء، سَعِدَ أحمد بالمديح وأدّى ذلك إلى قيامه بتكرار ترتيب غرفته من أجل أنْ يحصل على مدح والديه له وثنائهما عليه.
التعزيز هو ما يزيد السلوك ويُقوّيه ويُساعد على استمرار حدوثه، وهذا هو المبدأ الأساس لفكرة التعزيز.
هناك نوعان من التعزيز:
التعزيز الإيجابي: وفيه يتم تقديم شيء ما، ويؤدّي ذلك إلى زيادة السلوك سواءً كان السلوك مرغوبًا أو غير مرغوب.
التعزيز السلبي: فيه يتم سحب شيء ما، ويؤدّي ذلك إلى زيادة السلوك سواءً كان السلوك مرغوبًا أو غير مرغوب.
مثال من الحياة اليومية:
التعزيز الإيجابي: حصول الموظف على زيادة في الراتب في حال تخطّي مبيعاته عددًا معيّنًا من المنتجات، يؤدي ذلك إلى مثابرة الموظف في العمل لزيادة بيع المنتجات.
التعزيز السلبي: دخول الحشرات إلى المنزل عند ترك النافذة مفتوحة، مثلًا تعرّض النائم للإزعاج من البعوض واستيقاظه بسببه، يؤدي ذلك إلى إغلاق النافذة مستقبلًا لئلا تدخل الحشرات إلى المنزل.
مثال في الفصل الدراسي:
التعزيز الإيجابي: يمدح المعلم الطالب عندما يقوم بإجابة صحيحة، فيقوم الطالب بالاستمرار في المشاركة والإجابة بطريقة صحيحة.
التعزيز السلبي: يُعفِي المعلمُ الطالبَ من الاختبار النهائي إذا قام بتسليم الواجبات في الوقت المحدد وحصل على الدرجة الكاملة، فيقوم الطالب بتسليم الواجبات والالتزام على مدار الفصل الدراسي.
مثال في المنزل:
التعزيز الإيجابي: تُقدِّم الأم لعبة للطفل إذا قام بتناول طبق الخضروات، فيقوم الطفل بإكمال الوجبة والاستمرار على ذلك يوميًّا للحصول على اللعبة.
التعزيز السلبي: يُعفَى الطفل من ترتيب غرفته إذا أصبح جاهزًا للذهاب إلى المدرسة في الوقت المحدد، فيقوم الطفل بالاستيقاظ مبكرًا والتجهّز للذهاب إلى المدرسة بدون أي مماطلة لكي يتجنب ترتيب الغرفة.
نقاط مهمة لاستخدام التعزيز بفعالية:
- معرفة المعززات التي يُفضّلها الشخص حيث أنّ التعزيز يختلف من شخص لآخر فقد تكون لعبة الأرجوحة معززًا لطفل وقد تكون -هي نفسها- عقابًا لطفل آخر.
- ملاحظة مدى رغبة الشخص في الحصول على المعزز حيث أنّ ذلك قد يختلف على مدار اليوم فقد يكون العصير مُعززًا في الصباح، ولكنه ليس معززًا في وقت الظهر.
- عدم تعميم مفهوم التعزيز على مجموعة من الأشخاص، فلا نقول -مثلاً- أنّ جميع الأطفال يُحبّون مشاهدة شخصية كرتونية معينة أو جميع ذوي التوحد يفضلون دحرجة الألعاب.
- يُقدَّم التعزيز بشكل فوري بعد حدوث السلوك لكي يكون المعزز فعالاً.
- المعزز المقدم يكون مناسب ومكافئ للسلوك.
- مراعاة جداول التعزيز للمحافظة على حدوث السلوك (للمزيد عن جداول التعزيز).
يجب الانتباه إلى عدم الإفراط في إعطاء المعززات بكميات كبيرة لدرجة أنْ يُصاب الطفل بالإشباع ولا يرغب بالمزيد وبالتالي التوقف عن أداء السلوك.
يُنصح بعمل تقييم للمعزات المحتملة لمعرفة ما المعززات التي يمكن استخدامها مع الطفل (للمزيد)
ملاحظة هامّة:
كما أنّ التعزيز يزيد من سلوكيّات مرغوبة مثل (حلِّ الواجب، التحدث بنبرة صوت مقبولة) فقد يزيد أيضًا من سلوكيّات غير مرغوبة (الضرب، عدم حلِّ الواجبات، الصراخ). فلربّما يقوم الأب أو الأم بتعزيز سلوك الصراخ -غير المرغوب- بدون قصد، فإذا قدّم الأب الحلوى لابنه إذا صرخ في مكانٍ عام كي يكفّ عن الصياح فإنّه يُساهم في زيادة سلوك الصراخ في المستقبل دون أن يشعر.
كيف أعرف أنّني أُعزّز السلوك غير المرغوب؟
ببساطة، استمرار حدوث السلوك يعني استمرار الحصول على المُعزّز، فعندما يصرخ الطفل ويستمر في ذلك، هذا يعني أن هناك معزز يحصل عليه الطفل باستمرار مما يؤدي إلى استمرار الصراخ في المواقف المختلفة.
لنْ يتوقف الطفل عن عمل السلوك غير المرغوب طالما أنّه مستمر بالحصول على المعزّز.
يُنصح بملاحظة السلوك وجمع بيانات (ABC) لمعرفة أسباب استمرار السلوك (للمزيد).
المراجع:
Cooper, J. O., Heron, T. E., & Heward, W. L. (2007). Applied behavior analysis (2nd Ed.). Pearson.