عادة ما نبدأ الجلسة العلاجية بمعرفة المعزز الذي يرغب به الطفل قبل البدء بالتدريب عن طريق سؤال الطفل "ما الذي تريده (من ضمن الخيارات المتاحة المتوفرة)؟" فمثلا قد يتحدّث الطفل ويقول "آيباد" أو قد يحاول الحصول على آيباد ، بعد ذلك نقول له "نخلّص شغل ونآخذ الآيباد".
هنا يكون الطفل أكثر تعاونًا للعمل حيث أنّه يعرف مُسبقا ما الذي سوف يحصل عليه في حال انتهائه من العمل.
في حال عدم معرفة المعزز من الممكن أن تزيد المشاكل السلوكية كالتهرب من العمل وعدم التعاون في إنجاز المطلوب.
في حالة كان انتقال طفل حديثًا إلى المدرسة ولا نعرف ما هي المعززات التي يُفضلها فإننا نحتاج أن نقوم بعمل تقييم للمعززات المحتملة لمعرفة ما الذي يفضله وبالتالي استعماله.
لنتعرف أولا على أنواع المعززات ومن ثم كيفية قياس المعززات المُحتمَلة للطفل.
أنواع المعززات:
أولا: معززات أولية غير شرطية( Unconditioned reinforcer ): و هي المعززات الغير المُتعلَّمة والتي يُولد الإنسان بها كالحاجة إلى الطعام والماء والدفء والهواء إلخ...
ثانيا: معززات ثانوية شرطية (conditioned reinforcer): وهي المعززات التي يَتعلّمها الفرد كالتعزيز الاجتماعي والمدح والتصفيق والاستكرات والنقاط إلخ...
المعززات الثانوية في الأصل هي مثير عادي (Neutral stimuli) لكنّه دُمِجَ مع معزز أولي بالتكرار وأصبح مع مرور الزمن هو ذاتُه مُعزِّزا
مثال عندما يقوم الطفل بالإجابة الصحيحة يتم تقديم مثير أولي (حلوى) متزامنا مع (التعزيز الاجتماعي، برافوا، تصفيق، استكرات) ومع مرور الوقت يحل المديح أو التعزيز الاجتماعي محل المعزز الأولي ويمكن استخدامه بدون الحاجة إلى استعمال المعزز الأولي.
كيف أعرف ما هو المعزز للطفل؟
لكي أعرف، لا بد من تقديم المثير بعد السلوك فإذا زاد السلوك كان المثير معززًا.
المنهجية المُستعمَلة عادة لمعرفة المعززات المُحتمَلة هي (تقييم المثيرات المفضلة) (Stimulus Preference Assessment) وتُقسّم إلى عدة طرق:
الطريقة الأولى: عن طريق السؤال:
- سؤال الشخص في حال قدرته على الإجابة عن الأشياء والأنشطة التي يفضلها.
- سؤال الأشخاص المقربين عما يفضله الطفل.
- سؤال الطفل ما الذي يريده قبل البدء بالعمل.
الطريقة الثانية: عن طريق الملاحظة المباشرة (Free operant)
- الملاحظة المعدلة (Contrived observation) وضع مثيرات في متناول يد الطفل (ألعاب مختلفة، قصص، آيباد، أنواع حلوى إلخ...) ومن ثم ملاحظة الأشياء التي يتفاعل معها الطفل وتسجيل عدد المرات والوقت الذي يستغرقه الطفل في التفاعل مع هذه الأشياء.
- الملاحظة الطبيعية (Naturalistic observation) عدم تعديل البيئة وتركها طبيعية كما هي سواء كانت بيئة المنزل أو بيئة المدرسة أو الحديقة. وملاحظة الطفل وتسجيل عدد المرات والوقت الذي يستغرقه الطفل في التفاعل مع ما يختاره، على سبيل المثال قد يستغرق الطفل وقتًا أطول لمشاهدة التلفاز أو اللعب بالألعاب الفيديو.
الطريقة الثالثة: عن طريق التجربة والمحاولة (Trail- Based)
يتم تقديم المثيرات (السمعية، البصرية، الحسية، إلخ...) بعدة طرق
- عن طريق تقديم مثير واحد (Single stimulus) يتم تقديم مثير واحد فقط وملاحظة مدى تفاعل الطفل معه، بعد ذلك يتم إزالته ويُقدّم إليه مثير آخر وتتم ملاحظته، مثال: تقديم لعبة إلى الطفل وملاحظة هل لعب بها الطفل؟ ما المدة التي استغرقها؟ وبعد ذلك تُزال هذه اللعبة ويُقدَّم له لعبة صوتية ويتم القياس والملاحظة وهكذا إلى أن يتم قياس مدى تفاعل الطفل مع المثيرات التي قُدّمتْ له.
- تقديم مثيرين (Paired stimuli) يتم تقديم مثيرين في كل مرة وملاحظة ما الذي سوف يختاره الطفل، مثال: تقديم لعبة وقصة ويتم ملاحظة أي المثيرين تفاعل معه الطفل وما هي المدة. بعد ذلك يتم تقديم قصة وآيباد ويتم القياس وهكذا إلى أن يتم جمع المعلومات وترتيب المثيرات التي يفضلها الطفل من الأعلى إلى الأقل.
- تقديم مثيرات متعددة (Multiple stimuli) يتم تقديم عدة مثيرات وملاحظة ما الذي سوف يختاره الطفل، وينقسم إلى قسمين الأول: مثيرات متعددة مع الاستبدال ( Multiple stimuli with replacement) ، حيث أنّ الغرض الذي يختاره الطفل لا تتم إزالته للمحاولة التالية.
والقسم الثاني: مثيرات متعددة مع عدم الاستبدال (Multiple stimuli without replacement) ، ويُزال الغرض الذي يختاره الطفل بينما يُعاد ترتيب الأشياء التي لم يختارها الطفل، لذلك تصبح المحاولة التالية ناقصة الغرض (الذي تم اختياره)
أمورٌ يجب أخذها بعين الاعتبار:
- عدم استخدام المعززات الأساسية بطريقة غير أخلاقية مثلا عدم استخدام وجبة الإفطار، الغداء كمعزز، في حالة استخدام المعززات الأولية (شبيس أو حلوى) فإنه بالإمكان استخدامُها شريطة ألا يكون الطفل في حالة جوع.
- إعادة إختبار المعززات المحتملة بعد فترة زمنية مثلا في حالة عدم تفاعل الطفل مع المعززات الحالية أو بعد إجازة طويلة.
- لا نريد تقديم الكثير من المعزز لدرجة أنه يصبح لدى الطفل تشبع منها، بل تُقدّم المعززات بطريقة متوازنة تجعل الطفل يستمر في العمل ولا يمل من المعزز.
- استخدام العديد من المعززات التي يفضلها الطفل والتنويع بينها كي لا يحصل له إشباع.