يُعتبَر الصدى أو المحاكاة من عناصر السلوك اللّفظي الستة (الطلب، التسمية، الصدى، الحوار، النص، الكتابة) (للمزيد عن السلوك اللفظي)
المقصود بالصدى هو الإعادة، فقد يقوم الشخص بسماع أحرف، أصوات، كلمات، جمل فيقوم بإعادة ما سمعه مباشرة. عندما يقوم الشخص بإعادة الكلمات فإنّه يحصل عادة على تعزيز عام (مدح أو انتباه).
وقد يُردّد الشخص الأصوات دون فهم لمعانيها في بعض الأوقات إلّا أنّ هذا الترديد يُعدّ مدخلًا مهمّا لتطوير النطق والتخاطب، فيُربط الصوت بالمعنى ويرتبط الدال بالمدلول.
هناك أيضا تشابه وتداخل بين تدريب الطلب والصدى حيث أنّ كليهما يستهدفان تحسين النطق من خلال التدرج في الوصول إلى النطق الصحيح.
أوجه الصدى ( المحاكاة):
- قد تكون الإعادة صوتيةً، تقول الأمّ "قطة" فيُعيد الطفل لفظ "قطة".
- قد تقول الأمّ "قطة" باستخدام لغة الإشارة فيُعيد الطفل "قطة" باستخدام لغة الإشارة.
- قد تقوم الأمّ بكتابة كلمة "قطة" فيقوم الطفل بإعادة كتابة كلمة "قطة".
أهمية تدريب الصدى ( المحاكاة):
هذه المهارة أساسية لتعلّم نطق الكلمات، الأحرف الجديدة أو لتحسين نطق الكلمات والجمل التي لا ينطقها الطفل بشكل صحيح، بعد أنْ يتعلّم الطفل النطق الصحيح سوف يساعده ذلك في تحسين حصيلته اللغوية وتواصله الاجتماعي وتطوير الجانب الإدراكي والأكاديمي لدى الطفل.
ما قبل تدريب الصدى ( المحاكاة):
علينا تحديد طريقة التواصل التي سوف تُستخدم في التدريب حيث أنّه من الممكن تدريب الطفل الصدى عن طريق استخدام لغة منطوقة أو لغة الإشارة، ومِن ثمّ تحديد المعزز الذي سوف يتم استخدامه وقت التدريب (تعزيز مادي: حلوى، لعبة أو تعزيز معنوي: تصفيق، ممتاز إلخ..)
جمع البيانات:
من الممكن استخدام ورقة جمع بيانات لحصر الأصوات التي يستطيع الفرد لفظها (المستوى الحالي للفرد) ويتم ذلك من خلال ملاحظة الفرد ملاحظة مباشرة وجمع البيانات:
- يتم جمع بيانات أصوات الأحرف وليس مُسمّى الأحرف، مثلًا صوت "أ" (آآ/إيي/أوو) وليس "ألف".
- يتم أيضا حصر الكلمات التي ينطقها الطفل أو التي ينطق جزءًا منها (مثلًا إذا كان ينطق كلمة "تُفَّاحَة" كاملة أو جزءًا منها "تُفَّا")
- يتم أيضا حصر الجمل والعبارات التي يستطيع الطفل لفظها.
- يتم أيضا حصر الأصوات التي لا يستطيع الطفل نطقها ليُدرَّبَ عليها لاحقًا.
الهدف من جمع هذه البيانات هو تحديد المستوى الحالي للطفل ومعرفة الأصوات التي يستطيع نطقها وذلك للمساعدة في التدريب على نطق الأصوات عندما يُطلب منه، تمهيدًا لدمج هذه الأصوات على هيئة كلمات.
مثلًا إذا كان الفرد يستطيع نطق صوت "أ" (آآ) وصوت "بَ" يتم تدريبه على دمج صوت الحرفين الذيْن يُتقنهما لنطق كلمة مركبّة منهما مثل "بابا" أو "باب"، أو إذا كان يستطيع نطق حرف "فَ" وحرف "مَ" يتم تعليمه نطق كلمة "فَمْ" وهكذا.
كيفيّة تدريب الصدى:
يتم تقديم التلقين (للمزيد)، التشكيل والتعزيز التفاضلي (للمزيد) لتدريب الطفل على نطق الأحرف والكلمات.
يتم أولًا الطلب من الطفل أنْ يقول -مثلًا- "بَ" عندما يُطلب منه وعندما يُعيد الطفل الصوت المطلوب يتم تقديم التعزيز،
المطلوب هنا هو أنْ يقوم الطفل بإعادة الحروف عندما يطلب منه ذلك، لأنّ العديد مِنَ الأطفال قد ينطقون أصواتًا معيّنة الكثير منها في الحقيقة أصوات لأحرف مُستَخدَمة ولكن بشكل عشوائي، وليس عندما يطلب منهم، لذلك عندما ينطق الطفل الحرف بعد أنْ يُطلبَ منه سوف يُساهم ذلك في تدريب نطق الأصوات ودمجها لتكوين الكلمات.
يتم دمج الأصوات التي يستطيع الطفل نُطقها باستخدام طريقة التدريب التالية:
قُلْ "بَ" يقول الطفل "ب" نقول له "ممتاز" بعد إتقان النطق يتم الانتقال إلى الخطوة التالية
قُلْ "با" يقول الطفل "با" نقول له "ممتاز" بعد الإتقان يتم الانتقال إلى الخطوة التي تلها
قُلْ "بابا" يقول الطفل "بابا" نقول له "ممتاز"
نقاط أساسية:
- هناك تشابه بين تدريب التسمية والصدى في الحصول على معزز عام، ومن ثم إعادة المحاولة وهكذا إلى أنْ يُتقن المتدرّب اللفظ الصحيح.
- هناك أيضا تشابه وتداخل بين تدريب الطلب والصدى حيث أنّ كليهما يهدفان إلى تحسين النطق من خلال التدرّج في الوصول إلى النطق الصحيح.
- عند تدريب الصدى لا يستوجب وجود غرض لكي يقوم الطفل بتسميته، لكن من المهم وجود غرض لتعزيز الطفل إذا كان يُفضّل التعزيز المادي، والتأكّد مِن أنْ يتم تقليل التلقين والمساعدة المُقدَّمَة تدريجيًّا لئلّا يُصبح الطفل مُعتمدًا على التلقين
- الصدى عنصر مهم من عناصر السلوك اللّفظي لكن يجب عدم الاكتفاء به بل يُدرَّب الطفل على باقي عناصر السلوك اللّفظي (للمزيد عن السلوك اللفظي).
- يُساهم الصدى بتنمية تحسين النطق والتخاطب للطفل والذي يجب الاهتمام به ووضعه من ضمن أهداف الخطة التربوية الفردية.
- يجب أنْ يتم تطوير مهارات الصدى ليشمل الكلمات، الجمل، العبارات ولا يُكتَفَى بتعليم أصوات الأحرف فقط.
- التدريب يجب أنْ يشمل تعميم الصدى، نقصد به التعميم على الأشخاص (كأنْ يُعيد الطفل كلمة "قطة" بعد أنْ تطلب والدته إعادة الكلمة منه، أو بعد أنْ يطلب أخوه أنْ يُعيد جملةً مثلًا.
- إذا كان الفرد لا يتكلم فهذا ليس عائقًا لتدريبه الصدى بل من الممكن تعليمه باستخدام لغة الإشارة.
- وأخيرًا التدريب والتدخل المبكر مهم، لكن إذا كان عمر الفرد متقدمًا فلم يفت الوقت بعد للتدريب والتعليم.
المراجع:
Cooper, J. O., Heron, T. E., & Heward, W. L. (2007). Applied behavior analysis (2nd Ed.). Pearson
Skinner, B. F. (1957). Verbal behavior. New York: Appleton-Century-Crofts.
Sundberg, M. L. (2008). VB-MAPP Verbal Behavior Milestones Assessment and Placement Program: A language and social skills assessment program for children with autism or other developmental disabilities : guide. Concord, CA: AVB Press