يُعتبَر الحوار من عناصر السلوك اللّفظي الستة (الطلب، التسمية، الصدى، الحوار، النص، الكتابة) (للمزيد عن السلوك اللفظي)
ماهية الحوار:
الحوار هي المهارة التي يقوم فيها الفرد ببدء حوار جديد أو ينخرط في حوار قائم مع الآخرين، قد يكون الحوار عبارة عن محادثة مثل أنْ يقوم الفرد بإلقاء التحية أو أنْ يطرح بعض الأسئلة لمعرفة أحوال الناس أو أنْ يُجيب إجابةً تفاعليةً بناءً على سير المحادثة.
مثال على محادثة مع الأسرة على وجبة الغداء:
الأمّ: كيف كان يومك؟
الطفل: الحمد لله يوم جميل ذهبنا مع المدرسة في رحلة إلى حديقة الحيوان.
الأم: هل رأيت الفيل؟
الطفل: نعم وقمتُ بأخذ بعض الصور له.
الأمّ: رائع أريد أنْ أرى الصور بعد ما ننتهي من الغداء، هل ممكن أنْ تناولني الملح؟
يناول الطفل أمّه الملح ويقول: تفضلي.
الأمّ: شكرًا.
نجد أنّ الحوار يشمل العديد من مهارات السلوك اللفظي كالتسمية، الصدى، الطلب. لذلك إتقان الفرد لهذه المهارات يُساعد كثيرًا في تطوير مهارة الحوار.
في الحوار يحصل الفرد -عادة- على تعزيز عام من خلال الانتباه والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين.
أهمية تدريب الحوار:
هذه المهارة أساسية لتحسين الحصيلة اللغوية والتواصل الاجتماعي وتطوير الجانب الإدراكي والأكاديمي لدى الطفل.
مثال للجانب الأكاديمي: يُجيب الطالب عن مجموع ٥+ ٥ في حصة الرياضيات، أو يُجيب عن عواصم البلدان في حصة الجغرافيا.
مثال للجانب الاجتماعي: ينخرط الطفل في حوار قائم بين الأقران حول مباراة فريقهم المفضل، أو عن لعبة مفضلة، أو عما سيقومون بعمله في عطلة نهاية الأسبوع.
مثال على الجانب الإدراكي: يجيب الطفل عن أسئلة بخصوص استخدامات الأشياء وتصنيفاتها، كالإجابة عن سؤال ماذا تشرب؟ ماء، عصير، ماذا تلبس في قدمك (حذاء وجوارب) وهكذا، حيث أنّ أغلب الأسئلة الاستفهامية تندرج تحت الحوار (مَنْ؟ أين؟ ماذا؟ كيف؟ لماذا؟ هل؟ إلخ..)
من الممكن أنْ يُجيب الطفل بلغة منطوقة، مكتوبة، لغة الإشارة، استخدام جهاز تواصل، أو صور (للمزيد عن طرق التواصل)
إتقان مهارة التسمية والصدى والطلب مهم جدًا لتطوير مهارة الحوار، حيث أنّ البدء بتدريب مهارة الحوار قبل إتقان المهارات السابقة من الممكن أنْ يُسبّب بعض الصعوبات في التدريب، فالطفل الذي لا يستطيع تسمية الأشياء الموجودة في الحاضر، سوف يواجه صعوبة في ذكر أحداث الماضي.
ما قبل تدريب الحوار:
علينا تحديد طريقة التواصل التي سوف تُستخدم في التدريب حيث أنّه من الممكن تدريب الطفل على الحوار عن طريق استخدام لغة منطوقة أو لغة الإشارة، ومِن ثمّ تحديد المُعزّز الذي سوف يُستَخدَم وقت التدريب (تعزيز مادي: حلوى، لعبة أو تعزيز معنوي: تصفيق، ممتاز إلخ..)
مقطع فيديو رائع يُوضّح كيفيّة الحوار مع طفل باستخدام أجهزة التواصل البديلة، حيث أنّ الطفل يقوم بالتحاور مع والدته، وإخبارها بما فعله في المدرسة، ما الطعام الذي يفضله، الألعاب التي يُفضّلها وأصدقاؤه المفضلون واسم معلمته. ( الرابط)
عدم قدرة الفرد على الكلام ليست عائقًا للتعبير والتواصل مع الآخرين وإيصال ما يريده من مشاعر وعبارات وأفكار.
كيفيّة تدريب الحوار:
من الطرق المُستخدَمَة في تدريب الحوار طريقة التأخير الزمني ( للمزيد) بالإضافة إلى التلقين (للمزيد) والتشكيل والتعزيز التفاضلي (للمزيد).
عادة ما يتم البدء بتدريب الطفل على الإجابة على الأسئلة بطريقة إكمال الجملة: وفيه يتم تدريب الطفل على الإجابة عن طريق إكمال الجمل مثال: تأكل بـ ----- (الملعقة).
وبعد أن يتقن المهارة يتم الانتقال إلى الإجابة على الأسئلة: وفيه يتم الإجابة عن الأسئلة مثل: أين تسكن؟ كم رقم هاتفك؟
عند تعليم الحوار باستخدام الكلام أو لغة الإشارة:
يتم استخدام التشكيل والتعزيز التفاضلي وتقديم التلقين حسب الحاجة، فمثلًا يقول المدرب "ماذا تفعل بالملعقة؟" ويجيب المدرب فوراً "آكل بها" وعندما يقول الطفل "آكل بها" أو لفظًا مقاربًا له يتم تعزيزه تعزيزًا عامًا (مثلًا ممتاز، حلوى، إلخ..)، ومِن ثمّ تُعاد المحاولة حتى يُتقن الفرد اللفظ الصحيح (للمزيد عن التشكيل)، (للمزيد عن التأخير الزمني).
عند التدريب على الحوار باستخدام الصور أو جهاز التواصل:
يتم استخدام طريقة التأخير الزمني، والتلقين والتعزيز التفاضلي فمثلًا يسأل المدرب "ماذا تفعل بالملعقة؟" ويُقدّم المدرب التلقين فورًا مثلًا: التلقين الجسدي الكلي، إمساك يد الطفل ومساعدته في إعطاء صورة "شخص يأكل" للمدرّب من بين عدة صور متاحة، أو الضغط على أيقونة "شخص يأكل" في جهاز التواصل، ومِنْ ثم تقليل التلقين تدريجيًّا إلى أنْ يقوم الفرد بالإجابة بدون مساعدة
(للمزيد عن التلقين) للمزيد عن (التأخير الزمني)
من المهم التأكّد أنْ يتم تقليل التلقين والمساعدة المُقدَّمَة تدريجيًّا لكيلا يُصبح الطفل معتمدًا على التلقين.
نقاط أساسية:
- الحوار عنصر مهم من عناصر السلوك اللّفظي لكن يجب عدم البدء بتدريبه إلا بعد أنْ يُتقن الطفل الطلب والتسمية والصدى.
- يُساهم الحوار بتنمية وتحسين التواصل الاجتماعي والأكاديمي لذلك يجب الاهتمام به ووضعه من ضمن أهداف الخطة التربوية الفردية.
- هناك تشابه بين التسمية والصدى والحوار في الحصول على معزز عام.
- يجب أنْ يتم تطوير مهارات الحوار ليشمل التدريب على جميع أوجه الحوار واستخدام الأسئلة الاستفهامية المتنوعة.
- التدريب يجب أنْ يشمل تعميم الحوار، نقصد به التعميم على الأشخاص (كأنْ يحاور الطفل والدته، إخوته، أقرانه في المدرسة).
- إذا كان الفرد لا يتكلم فهذا ليس عائقًا لتدريبه الحوار بل من الممكن تعليمه باستخدام وسائل تواصل أخرى (للمزيد).
- وأخيرًا التدريب والتدخل المبكر مهم، لكن إذا كان عمر الفرد متقدمًا فلم يفت الوقت بعد للتدريب والتعليم.
المراجع:
Cooper, J. O., Heron, T. E., & Heward, W. L. (2007). Applied behavior analysis (2nd Ed.). Pearson
Skinner, B. F. (1957). Verbal behavior. New York: Appleton-Century-Crofts.
Sundberg, M. L. (2008). VB-MAPP Verbal Behavior Milestones Assessment and Placement Program: A language and social skills assessment program for children with autism or other developmental disabilities : guide. Concord, CA: AVB Press
Sundberg, M. L., & Partington, J. W. (1998). Teaching language to children with autism or other developmental disabilities. Pleasant Hill, CA: Behavior Analysts, Inc.